(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله).
تطمئن بإحساسها بالصلة بالله , والأنس بجواره , والأمن في جانبه وفي حماه .
تطمئن من قلق الوحدة , وحيرة الطريق . بإدراك الحكمة في الخلق والمبدأ والمصير .
وتطمئن بالشعور بالحماية من كل اعتداء ومن كل ضر ومن كل شر إلا بما يشاء ,مع الرضى بالابتلاء والصبر على البلاء .
وتطمئن برحمته في الهداية والرزق والستر في الدنيا والآخرة.
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
ذلك الاطمئنان بذكر الله في قلوب المؤمنين حقيقة عميقة يعرفها الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم،فاتصلت بالله
. يعرفونها , ولا يملكون بالكلمات أن ينقلوها إلى الآخرين الذين لم يعرفوها ,
لأنها لا تنقل بالكلمات , إنما تسري في القلب فيستروحها ويهش لها ويندى بها ويستريح إليها ويستشعر الطمأنينة والسلام , ويحس أنه في هذا الوجود ليس مفردا بلا أنيس
. فكل ما حوله صديق, إذ كل ما حوله من صنع الله الذي هو في حماه .
وليس أشقى على وجه هذه الأرض ممن يحرمون طمأنينة الأنس إلى الله.
ليس أشقى ممن ينطلق في هذه الأرض مبتوت الصلة بما حوله في الكون , لأنه انفصم من العروة الوثقى التي تربطه بما حوله في الله خالق الكون .
ليس أشقى ممن يعيش لا يدري لم جاء ؟ ولم يذهب ؟ ولم يعاني ما يعاني في الحياة ؟
ليس أشقى ممن يسير في الأرض يوجس من كل شيء خيفة لأنه لا يستشعر الصلة الخفية بينه وبين كل شيء في هذا الوجود .
ليس أشقى في الحياة ممن يشق طريقه فريدا وحيدا شاردا في فلاة , عليه أن يكافح وحده بلا ناصر ولا هاد ولا معين .
وإن هناك للحظات في الحياة لا يصمد لها بشر إلا أن يكون مرتكنا إلى الله ,مطمئنا إلى حماه , مهما أوتي من القوة والثبات والصلابة والاعتداد
. ففي الحياة لحظات تعصف بهذا كله , فلا يصمد لها إلا المطمئنون بالله:
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
هؤلاء المنيبون إلى الله , المطمئنون بذكر الله , يحسن الله مآبهم عنده , كما أحسنوا الإنابة إليه وكما أحسنوا العمل في الحياة:
(الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب).
.
.
.
سيد قطب
رحمه الله
تطمئن بإحساسها بالصلة بالله , والأنس بجواره , والأمن في جانبه وفي حماه .
تطمئن من قلق الوحدة , وحيرة الطريق . بإدراك الحكمة في الخلق والمبدأ والمصير .
وتطمئن بالشعور بالحماية من كل اعتداء ومن كل ضر ومن كل شر إلا بما يشاء ,مع الرضى بالابتلاء والصبر على البلاء .
وتطمئن برحمته في الهداية والرزق والستر في الدنيا والآخرة.
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
ذلك الاطمئنان بذكر الله في قلوب المؤمنين حقيقة عميقة يعرفها الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم،فاتصلت بالله
. يعرفونها , ولا يملكون بالكلمات أن ينقلوها إلى الآخرين الذين لم يعرفوها ,
لأنها لا تنقل بالكلمات , إنما تسري في القلب فيستروحها ويهش لها ويندى بها ويستريح إليها ويستشعر الطمأنينة والسلام , ويحس أنه في هذا الوجود ليس مفردا بلا أنيس
. فكل ما حوله صديق, إذ كل ما حوله من صنع الله الذي هو في حماه .
وليس أشقى على وجه هذه الأرض ممن يحرمون طمأنينة الأنس إلى الله.
ليس أشقى ممن ينطلق في هذه الأرض مبتوت الصلة بما حوله في الكون , لأنه انفصم من العروة الوثقى التي تربطه بما حوله في الله خالق الكون .
ليس أشقى ممن يعيش لا يدري لم جاء ؟ ولم يذهب ؟ ولم يعاني ما يعاني في الحياة ؟
ليس أشقى ممن يسير في الأرض يوجس من كل شيء خيفة لأنه لا يستشعر الصلة الخفية بينه وبين كل شيء في هذا الوجود .
ليس أشقى في الحياة ممن يشق طريقه فريدا وحيدا شاردا في فلاة , عليه أن يكافح وحده بلا ناصر ولا هاد ولا معين .
وإن هناك للحظات في الحياة لا يصمد لها بشر إلا أن يكون مرتكنا إلى الله ,مطمئنا إلى حماه , مهما أوتي من القوة والثبات والصلابة والاعتداد
. ففي الحياة لحظات تعصف بهذا كله , فلا يصمد لها إلا المطمئنون بالله:
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
هؤلاء المنيبون إلى الله , المطمئنون بذكر الله , يحسن الله مآبهم عنده , كما أحسنوا الإنابة إليه وكما أحسنوا العمل في الحياة:
(الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب).
.
.
.
سيد قطب
رحمه الله